السبت، 28 فبراير 2015

منظمة الصحة العالمية تدعو إلى استعمال المحاقن "الذكية" في جميع أنحاء العالم


نشرة إخبارية

23 شباط/ فبراير 2015 | جنيف - إن استعمال نفس المحقن أو الإبرة لإعطاء الحقنة لأكثر من شخص يتسبب في انتشار عدد من الأمراض المُعدية المميتة في جميع أنحاء العالم. ويمكن حماية ملايين البشر من الأمراض المُعدية التي تصيب الناس عن طريق الحُقن غير المأمونة إذا تحولت كل برامج الرعاية الصحية إلى استعمال محاقن لا يمكن أن تُستعمل إلا مرة واحدة. ولذلك تصدر منظمة الصحة العالمية سياسة جديدة بشأن مأمونية الحقن من أجل مساعدة كل البلدان على التصدي لاستشراء الحقن غير المأمون.

خفض المخاطر

وتقدر دراسة أجريت برعاية المنظمة في عام 2014، وركزت على أحدث البيانات المتاحة، أن عام 2010 شهد إصابة 1.7 مليون شخص بعدوى فيروس التهاب الكبد B، وإصابة 000 315 شخص بعدوى فيروس التهاب الكبد C، وإصابة 800 33 شخص بفيروس العوز المناعي البشري عن طريق الحقن غير المأمون. وتوفر المبادئ التوجيهية والسياسة الجديدتان اللتان أصدرتهما المنظمة اليوم بشأن مأمونية الحقن توصيات تفصيلية تبرز قيمة سمات المأمونية الخاصة بالمحاقن، بما في ذلك الأدوات التي تحمي العاملين الصحيين من الإصابة العارضة بالإبر وما يترتب عليها من تعرض للعدوى.

وتشدد المنظمة على ضرورة خفض عدد الحُقن غير الضرورية، باعتبار ذلك وسيلة هامة من وسائل خفض المخاطر. ويبلغ عدد الحقن المعطاة كل عام 16 مليار حقنة. وتتعلق نسبة 5% من هذه الحقن بتمنيع الأطفال والبالغين، ونسبة 5% بإجراءات أخرى، مثل نقل الدم ووسائل منع الحمل عن طريق الحقن. وتعطى نسبة الحقن المتبقية، أي 90%، في العضل (الحقن داخل العضل) أو في الجلد (الحقن تحت الجلد أو داخل الأدمة) لإعطاء الأدوية. وفي حالات كثيرة لا تكون هذه الحقن ضرورية، أو يمكن الاستعاضة عنها بأدوية تعطى عن طريق الفم.

ويقول الدكتور إدوارد كيلي، مدير إدارة تقديم الخدمات ومأمونيتها في المنظمة، "نحن نعرف أسباب حدوث ذلك". ومن هذه الأسباب أن الناس في بلدان عديدة يتوقعون أن تعطى لهم ظناً منهم أنها العلاج الأنجع. وهناك سبب آخر هو أن قيام العاملين الصحيين في البلدان النامية بإعطاء الحقن لحسابهم الخاص يشكل تكملة لمرتباتهم التي قد لا تكفي لإعالة أسرهم.

ويحدث انتقال العدوى عن طريق الحقن غير المأمون في جميع أنحاء العالم. فعلى سبيل المثال كشف تتبع فاشية التهاب الكبد C التي ظهرت في عام 2007 في ولاية نيفادا بالولايات المتحدة الأمريكية أن سببها يعود إلى ممارسات طبيب واحد حقن بعقار تخدير أحد المرضى المصابين بالتهاب الكبد C. وعاود الطبيب بعد ذلك استعمال نفس المحقن في سحب جرعات إضافية من عقار التخدير من نفس القنينة، والتي أصبحت ملوثة بفيروس التهاب الكبد C، ثم أعطى حقناً لعدة مرضى آخرين. وفي كمبوديا أعطى فحص فيروس العوز المناعي البشري لمجموعة تضم أكثر من 200 طفل وبالغ يعيشون قرب باتامبانغ، ثاني أكبر مدينة في البلد، نتيجة إيجابية في كانون الأول/ ديسمبر 2014. وتبين أن سبب الفاشية يعود إلى ممارسات الحقن غير المأمونة.

المحاقن "الذكية" الجديدة

ويقول الدكتور غوتفرايد هيرنستشال، مدير إدارة مكافحة الأيدز والعدوى بفيروسه في منظمة الصحة العالمية، "إن اعتماد المحاقن ذات التصميم الذي يوفر المأمونية أمر حاسم تماماً لحماية الناس في جميع أنحاء العالم من العدوى بفيروس العوز المناعي البشري والتهاب الكبد وأمراض أخرى. وينبغي أن يشكل ذلك أولوية عاجلة لكل البلدان".

والمحاقن "الذكية" الجديدة التي توصي المنظمة باستعمالها في الحقن داخل العضل أو تحت الجلد لها سمات تمنع إعادة استعمالها. وتوجد في بعض النماذج نقطة ضعيفة في المكبس تؤدي إلى كسرها إذا حاول المستخدم أن يجذب المكبس بعد استعمالها لأول مرة في الحقن. ويوجد في البعض الآخر مشبك معدني يعوق المكبس بحيث لا يمكن جذبه إلى الخلف، بينما تنسحب الإبرة في البعض الآخر إلى داخل أنبوب المحقن في نهاية إجراء الحقن.

ويتم أيضاً تصميم المحاقن بسمات تحمي العاملين الصحيين من الإصابة بالوخز من "طرف الإبرة" والعدوى التي تترتب على ذلك. ويوضع غمد أو غطاء منسدل على الإبرة بعد إعطاء الحقنة لحماية المستخدم من الإصابة العارضة من الإبرة ومن احتمال التعرض للعدوى. 

وتحث المنظمة البلدان على أن تتحول بحلول عام 2020 إلى استعمال المحاقن "الذكية" الجديدة، باستثناء بضعة ظروف تتعارض فيها المحاقن التي تنسد بعد الاستعمال الوحيد مع الإجراء الطبي المعني. ومن أمثلة ذلك استخدام مضخة تسريب وريدي يستعمل المحقن مع المريض.

وتدعو المنظمة أيضاً إلى تطبيق سياسات ومعايير للشراء، والاستعمال المأمون للمحاقن التي يمكن إعادة استعمالها في أوضاع تظل ضرورية فيها، مثل استعمالها في البرامج الخاصة بالمحاقن والمعنية بمن يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن. وإلى التخلص من هذه المحاقن على نحو مأمون. وثمة استراتيجية رئيسية أخرى موصى بها وتؤيدها المنظمة منذ عقود، ألا وهي التدريب المستمر للعاملين الصحيين على مأمونية الحقن. كما تدعو المنظمة إلى الصانعين إلى البدء أو التوسع بأسرع ما يمكن في إنتاج المحاقن "الذكية" التي تفي بمعايير الأداء والجودة والمأمونية التي وضعتها المنظمة.

تحسين مأمونية الحقن

ويقول الدكتور كيلي "إن السياسة الجديدة تُعد خطوة حاسمة في استراتيجية طويلة الأمد لتحسين مأمونية الحقن من خلال العمل مع البلدان في جميع أنحاء العالم. وقد شهدنا بالفعل تقدماً كبيراً في هذا الصدد". وبين عامي 2000 و2010، ونظراً لأن الحملات المعنية بمأمونية الحقن اكتسبت سرعة كبيرة، انخفضت إعادة استعمال أدوات الحقن في البلدان النامية بمعامل قدره 7. وخلال نفس الفترة انخفض أيضاً استعمال الحقن غير الضرورية: انخفض متوسط عدد الحقن لكل فرد في البلدان النامية من 3.4 إلى 2.9. وعلاوة على ذلك فإنه منذ عام 1999، أي عندما حثت المنظمة والمنظمات الشريكة معها البلدان النامية على ألا تستعمل في تطعيم الأطفال إلا المحاقن الذاتية التعطيل بعد الاستعمال مرة واحدة تحولت الغالبية العظمى من البلدان إلى هذه الطريقة.

وتتراوح تكلفة المحقن الخالي من سمات المأمونية بين 0.03 و0.04 دولار أمريكي عندما تشتريها وكالة تابعة للأمم المتحدة من أجل بلد نامٍ. وتبلغ تكلفة المحقن "الذكي" الجديد ضعف ذلك على الأقل. وتدعو المنظمة المانحين إلى أن يدعموا التحول إلى استعمال هذه الأدوات، مع توقع انخفاض الأسعار بمرور الوقت مع زيادة الطلب.

ملاحظة للمحررين:

الدراسة المستشهد بها في هذه النشرة الإخبارية، أي "تطور العبء العالمي للعدوى الفيروسية الناجمة عن الحقن الطبية غير المأمونة، 2000-2010"، وضعها ج بيبان وآخرون، ونُشرت في المكتبة العلمية العامة على شبكة الإنترنت PLoS ONE 9(6): e99677. doi:10.1371/journal.pone.0099677. وعنوان المبدأ التوجيهي الجديد هو: مبدأ المنظمة التوجيهي بشأن المحاقن ذات التصميم الذي يوفر المأمونية للحقن في العضل وتحت الجلد وداخل الأدمة في إطار الرعاية الصحية